الحاج ياسر حسين العيساوي، معاون رئيس أركان الحشد الشعبي، صرّح لوكالة تسنيم: "نحن الآن متأخرون بسبب القرار السياسي الركيك، غير القادر على النهوض بالمؤسسة العسكرية بالشكل الصحيح. لا الجيش العراقي ولا الحشد الشعبي تعجزهما الإمكانيات أو الكفاءات عن حماية الأجواء، وإن شاء الله هناك ضغط متزايد على الحكومة بهذا الاتجاه.
كذلك تسعى الحكومة العراقية إلى التخلص من الاتفاقيات الأمريكية الضاغطة، لا سيما بعد فقدان تلك الاتفاقيات شرعيتها إثر الحرب الإيرانية الإسرائيلية، والانتهاك الصريح والواضح لأجواء العراق.
نحن الآن نركّز على تطوير قدراتنا العسكرية لحماية أجوائنا، لكن هذا الأمر يتطلب، بالدرجة الأولى، قرارًا سياسيًا واضحًا."
المحلل السياسي الحاج مهدي الكعبي، تحدث لتسنيم قائلًا: "يجب أن تتضافر جهود المقاومة الإسلامية مع الدولة العراقية ومع الشعب العراقي، الذي يشكل الحاضنة الأساسية لهذه المقاومة. هذا التكامل من شأنه أن يعزز موقف الحكومة، ويقوي الدعم البرلماني لتشريع القوانين، فسيادة العراق يجب أن تكون خطًا أحمر، وعلى الجميع احترام القانون والدولة العراقية."
في ظل تضارب المواقف وتباين ميول المواطنين والطبقة السياسية، يبقى التعويل الأساسي على موقف الحشد الشعبي إزاء تحكم الولايات المتحدة بأجواء العراق ومنظومته الأمنية، والخطر الذي يشكله التدخل الأمريكي على الشعب العراقي.
المحلل السياسي الدكتور حامد الدراجي، صرّح لتسنيم: "الدفاعات العراقية يجب أن تكون أكثر جاهزية، وأن تسعى للحصول على موافقات واتفاقيات جديدة تضمن السيطرة الكاملة على الأجواء العراقية."
الدكتور حسن الشمري، وزير العدل السابق، قال لتسنيم: "الحشد الشعبي، وطوال الفترة الماضية، وبعض الإخوة في الفصائل، كانوا منخرطين في موقف متفاهم ومنسجم مع الحكومة. وبفضل هذا التفاهم، استطاعت الحكومة أن تنأى بالعراق عن استهداف مؤسساته وأبناءه في الحشد الشعبي."
الحديث عن التهديد الإسرائيلي المستمر لأمن العراق ليس بالأمر الجديد؛ فقبل شهور فقط، تبجّح الإعلام الصهيوني بنشر صورة سماحة المرجع الديني السيد السيستاني (دام ظله) ضمن قائمة أهداف إسرائيل للاغتيال. لكن هذا التهديد اتخذ منحى جديدًا، اتضح في ما كشفه السيد صدر الدين القبانچي عن معلومات تفيد بوجود تهديدات لتصفية قادة وشخصيات سياسية بارزة.
السيد القبانجي صرّح: "هناك مخطط إسرائيلي، وهذا المخطط يتضمن أمرين: أولًا، تصفية قادة الإطار التنسيقي، وثانيًا، إعلان حكومة إنقاذ وطني."
في هذا السياق، يبقى الأمريكيون الطرف غير المؤتمن في أي معادلة أمنية. وتتواتر أمنيات الشعب العراقي بنهاية حتمية لسياساتهم الداعمة لإسرائيل، وعدوانهم المتواصل على العراق، والخروقات الصريحة لسيادته وأمنه.
الدكتور هاشم الكندي، رئيس مركز الهدف للدراسات الاستراتيجية، صرّح لتسنيم: "ما كانت تريده أمريكا وتخطط له، هو منع العراق من امتلاك القدرات السيادية لحماية سمائه، حتى تبقى البلاد مستباحة أمنيًا وسياديًا لخدمة المصالح الأمريكية والصهيونية. وهذا يتناقض بوضوح مع الدستور العراقي، الذي يرفض أن يكون العراق منطلقًا لأي عدوان على دول الجوار، كما يُعد تهديدًا مباشرًا للأمن، والسلم، والاستقرار في العراق وللعراقيين."
ما تقدم ليس تقريرًا فحسب، بل هو رصد لانعكاسات كلام المرجعية الدينية في النجف الأشرف، التي وصفت معسكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأنه معسكر الحق، وأكدت أن العراق ليس بمنأى عن الاستهداف، داعية الشعب العراقي إلى الاستعداد لنصرة الحق.
/انتهى/